Raafat Al-Zerari

Raafat Al-Zerari
كاتب صحفي ومدرب أكاديمي في الصحافة والإعلام الحديث

الأحد، 26 سبتمبر 2010

محال بيع الكص تشهد ارباحا مضاعفة بسبب كثرة السياح الى اربيل هذا العام


كانت طبيعة اهالي مدينة اربيل في إقليم كردستان العراق منذ سنين عدة البقاء في  منازلهم ليلا ومنذ بدء صلاة المغرب، وكانت سلواهم فيما مضى جهاز التلفزيون بثلاث قنوات محلية ، ويعزى ذلك الى طابع العادات والتقاليد للمجتمع الكردي المحافظ وقلة المرافق الترفيهية وعدم وجود مطاعم ليلية وديسكوهات والخ..، ، ولكن في ظل تحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي، ونشوء جيل جديد متحرر إلى حد بعيد من تلك العادات والالتزامات الاجتماعية، تغير وجه المدينة التي باتت تسهر إلى ساعات ما بعد منتصف الليل هذا وبالاضافة الى انشاء العديد من الملاهي التي تبقى حتى ساعات متاخرة من الليل وظهور بعض الديسكوات والنوادي الليلية. شارع إسكان هو أهم شوارع مدينة أربيل الضاجة بالحركة والصاخبة دائما في الليالي، وهو يستحق لقب شارع المطاعم على غرار شارع الملاهي في بعض المدن العربية والأجنبية. وفي هذا الشارع تنتشر مطاعم ومحلات لبيع المأكولات، خصوصا الشاورمة التي تسمى محليا «الكص»، ومطاعم «اللحم بالعجين» التي غزت أربيل مؤخرا، وكذلك مطاعم البيتزا الجديدة التي استوردها بعض العائدين من البلاد الأوروبية إلى أربيل. ، ومعظم هذه المطاعم متخصصة بالوجبات السريعة، خصوصا الساندويتشات والبعض الاخر يعتمد على الاكلات العراقية الدسمة كالقوزي والتمن والباجة وانواع المشويات المختلفة .
قال احمد البالغ من العمر 25 سنة نادل في احد المطاعم : بالنسبة لمدينة اربيل مزدحمة جدا هذا العام وخاصة بعد الاقبال المتزايد من قبل السياح من باقي محافظات العراق خلال شهر رمضان وعيد الفطر الذي جعل  من مطاعم سوق الاسكان تزدحم بالعوائل والشباب العرب مما ادر من الارباح المضاعفة وانعاش واقع السياحة في اربيل ، وان جودة  المطاعم هنا تتباين من حيث درجة النظافة واللحوم المستخدمة في الاكلات سواء اكانت مستوردة ام محلية ويرتفع السعر اذ ما كانت الاخير هي المستخدمة في الطعام ،ومدى اضفاء الطابع الاربيلي وتقديم (الماست ئاو ) الشنينة المعمولة باللبن الاربيلي المشهور ، وتقديم الانواع المختلفة من المقبلات بشكل دوري يتم تغيرها كل ثلاثة ايام حتى يكون هناك تجدد مستمر ومنها ( انواع الزلاتة المختلفة من حيث المحتوى والطرشي والزيتون والتفاح المغمس  بالمايونيز والمعكرونة والفتوش والعنبى والصاص وماء الرمان).

وكان لايفان صاحب مطعم كص الموصل حكاية اخرى  للمدى فقال: العمل جيد بل ممتاز بالنسبة لمطاعم شاورما (الكص) وخاصة في شارع الاسكان المشهور بمطاعم الكص والوجبات السريعة والذي يعج بالشباب ليلا لقضاء سهراتهم فيه حتى اوقات متأخرة من الليل ، وانا قدمت من محافظة نينوى بسبب الوضع الامني المتأزم حيث وجدت هنا العمل الجيد وحسن معاملة الناس واقبالهم المستمر على المطاعم حيث استخدم في اليوم بما يتراوح ( 50-150 )كلغم من اللحم البرازيلي المستورد والذي نظيف اليه بعض التوابل لاضفاء الطعم المميز لكص الموصل الشهير وتقديم الخدمات من المقبلات المختلفة للتميز عن المطاعم الاخرى.
واضاف عبدالامير صاحب محل لبيع الكص للمدى بخصوص دور الرقابة الصحية على المطاعم قائلا : ان دور الرقابة مستمر كل ثلاثة ايام وهم دقيقون جدا بما يتعلق بالمسائل الصحية فهم يمنعون الطعام الماضي عليه يوم او يومين اذ يجب علينا رميه ، بالاضافة الى التشديد في ادق التفاصيل كالالتزام بالزي وارتداء الاكف الشفافة ، الا انهم كثيرا ما لايحاسبون باعة العربات المتجولة التي تفتقد الى جميع شروط الصحة مع انها تنافسنا وتبيع بنفس السعر ، فاناشد عن طريق المدى هيئة الرقابة الصحية في اربيل للنظر بجدية في هذا الموضوع .
وقال سالم الذي يعمل كنادل في احد المطاعم : حقيقة فترة رمضان والاقبال المستمر على المطاعم عوضنا عن فقر فترة الشتاء وكان اكثر المقبلين هم العرب من باقي المحافظات حيث زاد الدخل بالنسبة لمطعمنا ، لكن نحن كعمال كنا نعمل طوال ايام العيد وصاحب المطعم لم يقدر اتعابنا  بمكافئة  نقدية لجهودنا المبذولة على الرغم من حصوله على ارباح كبيرة ومضاعفة هذه السنة .
زياد قاسم احد المواطنين اشار بقوله للمدى : انا ارتاد سوق الاسكان وخاصة كص فاروق لطيبة طعم سندويتشة الكص لديه ، وبالنسبة للاسعار مناسبة وتتراوح من مطعم الى اخر .
حيث قال المواطن حميد غني ،: بصراحة قبل دخولي الى اي مطعم انظر الى نظافته وجماله واسلوب عرضه وطريقة الجلوس فيه والتحقق من ان الاسعار ليست غالية على الرغم من تقارب الاسعار من بعضها الا ان بعض المطاعم تضاعف السعر مرتين وتعتبر نفسها من المطاعم السياحية مع ان الاخرى لاتقل شيئا عنها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق